الثلاثاء، 12 يونيو 2012

تلك ليلتى



تلك ليلتى
كما شئت سأعيشها
وكما أريد سأرتب تفاصيلها بذاكرتى
وكيفما كنت في هذه الليلة
فأنا سأظل أنا
وستظل العيون تذكرنى
وسأغمر دفترى الصغير بكلمات
تسبقها روعة تلك الليلة
سأكتبها أغنية هاربة من شفتى عاشق
وأدونها بريشة فنان
وأرسل عزائي لي
اواسينى في فقدانى شيخوختى
وأظل أحكى ذكرى قديمة ذهبت
وأستعدتها في كلمات 
 تلك ليلتى

ليلي الشعينى 

الأحد، 10 يونيو 2012

فى عمق السكون ! ... لــ أحمد رشدى



فى عمق السكون



اراها هاويه !



تتوارى بدفء الكف عن دنيانا



وتدرك



انها باكيه   !



اتراها تنزوى من خوف ؟



اتراها تتمرد على عنف ؟



ام لعلها تتساءل



من هى ؟ !!



اذا فما هذا الذى اراكى فيه  ؟!!



انك اذا لفى خوف !



انك اذا لفى قلق !



 انك لفى منيه !!


الجمعة، 8 يونيو 2012

قصة " ما بأيدينا " من كتاب " لعبة الجنس والموت " لــ أحمد رشدى

أين من عينى حبيب ساحر
فيه عز و جلال و حياء
واثق الخطوه يمشى ملكاً
ظالم الحسن شجى الكبرياء
عبق السحر كأنفاس الربا
تائه الطرف كأحلام المساء

حملت وصلات الأثير صوت أم كلثوم لتوزعه بانتظام على أنحاء الحديقه .. و أيضاً على هذا الجالس فى الركن القصى منها … كان يجلس وحده .. منسجما مع الأغنيه .. و سعيداً إلى حد ما … شاب وسيم .. ذو عينين عسليتين و شعر ناعم مصفف بعنايه .. تحتويه تلك الشجره الماثله خلفه بغصونها الوراقه ..و تزفر تلك الورود التى تلف جلسته عبقاً يحمله نسيماً صافياً لا يشوبه شائباً .. و كانت قد جلست لتوها فتاة لا تتعدى العشرين عاماً .. اتخذت الأريكه المقابله له تماماً … كانت فى غاية الجمال .. ذات شعر بنى كثيف و عيون سوداء لامعه .. و شفتان مكتنزتان مطليتان .. لمحها هو بطرف عينه .. أعجبته جداً .. أطال النظر فى عينيها قليلاً … فـ لفّته هاله جميله من اختلاجات قدريه تتوالى و كأنها غاية الحياه … صوت أم كلثوم .. و تلك الورود الهفافه .. و هذا النسائم الجميله الشفافه .. و تلك الأعين الصافيه التى تعكس بلا انبعاج ملامح القلب الرهيف .. باللسعاده .. كان قد أزاح بصره من عينيها خجلاً … و لكنه سرعان ما أعاده إليها من جديد … هذه المره نظرت إلى هى الأخرى ..فاشتبكت عيونهما بجاذبيه غير مفهومه .. أطالا النظر بإعجاب .. هاما فى آفاق رحبه .. و لذة بريئه .. هنا قاطعه النادل قائلاً : 

- ماذا تود أن تشرب؟ 

- عصير برتقال … من فضلك .. 

ذهب صدى صوت النادل من أذنيه .. و تبدل بصوت أم كلثوم .. التى لا تزال تغنى : 

أين منى مجلس أنت به
فتنة تمت ثناء و ثنا
و ها انا حب و قلب و دم
و فراش حائر منك دنا
و من الشوق رسول بيننا
و نديم قدم الكأس لنا 

اهتزت أذناه طرباً .. أما عيناه فعادتا لتلمحان تلك الجميله الجالسه قبالته .. هذه المره تجرأ قليلاً ..فابتسم لها … ردت هى الابتسامه بأخرى مماثله .. ياللسعاده .. حينها ود لو أن ينهض من مكانه محلقاً نحوها … و لكنه مكبل فى مقعده لا يتحرك .. محترق فى ثيابه .. ينظر بإعجاب من حين لآخر و يستمع : 

هل رأى الحب سكارى مثلنا
كم بنينا من خيال حولنا
و مشينا فى طريق مقمر
تثب الفرحة فيه قبلنا
و ضحكنا ضحك طفلين معا
و عدونا فسبقنا ظلنا 

أم كلثوم لا تزال تغنى .. و النظرات لا تزال تتبادل بينهما .. و لكنه ينقصه شيئاً الآن .. و هو أن يبادرها بالتعارف .. فهى كعادة أى أنثى … حياؤها يحول دون ذلك .. أما هو فيتوجب عليه بالفطره ذلك ! و لكنه لا يزال جالساً .. مرت بضع دقائق .. أخذ يرتشف من كوب البرتقال بعد أن أحضره النادل .. و يستمع لأم كلثوم .. و يلقى بالنظره الرتيبه على فاتنته .. وفى خضم تلك الاختلاجات اللذيذه .. قطعه صوت أجش قائلاً …: 

- هيا يا شريف .. السياره فى انتظارك بالخارج 

نظر شريف بحزن للرجل ثم طأطأ رأسه للأسفل و من ثم مد يده ليستند على كتف هذا الرجل .. و ارتمى على كرسى ذى إطارات مخصصاً للمعاقين!! .. كانت قدميه مبتورتين و مبدلتين بأقدام صناعيه تلعن غضب الأقدار !! .. اندهشت الفتاه من هذا المشهد .. و قبل أن يرحل نظر إليها نظره محمله بمزيج من الحزن و الأسى و أيضاً الاشتياق .. و نظرت إليه هى الأخرى بنفس تلك الملامح .. و من ثم أزاح بصره عنها و طأطأ رأسه ناحية الأرض .. ثم ذهب .. فاختطفت أذنيه آخر الأصوات فى الحديقه .. صوت أم كلثوم ..التى لا تزال تغنى :

يا حبيبى كل شىء بقضاء
ما بأيدينا خلقنا تعساء
ربنا تجمعنا أقدارنا ذات يوم بعدما عز اللقاء
فإذا أنكر خلا خله و تلاقينا الغرباء
و مضى كل إلى غايته
لا تقل شئنا فإن الحظ شاء
يا حبيبى كل شىء بقضاء
………….

هاى






أهلآ وسهلآ بكل زوار المدونه